فصل: (المدثر: آية 48)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{يرتاب}، فيه إعلال بالقلب أصله يرتيب، تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، والقلب منسحب من الماضي ارتاب، وزنه يفتعل.

.الفوائد:

الترجيح:
أحيانا يرد في الإعراب وجهان صحيحان، لكننا نحكم بترجيح أحد الوجهين، بناء على استعمال آخر يشهد بذلك، في نظير ذلك الموضع. ومن أمثلة ذلك، قول مكي في قوله تعالى: {ما ذا أراد اللّهُ بِهذا مثلا يُضِلُّ بِهِ كثِيرا} إن جملة {يضلّ} صفة لـ {مثلا} أو مستأنفة، والصواب الوجه الثاني، وهو الاستئناف، لقوله تعالى في سورة المدثر، في الآية التي نحن بصددها: {ما ذا أراد اللّهُ بِهذا مثلا كذلِك يُضِلُّ اللّهُ منْ يشاءُ ويهْدِي منْ يشاءُ}.

.[المدثر: الآيات 32- 37]

{كلاّ والْقمرِ (32) واللّيْلِ إِذْ أدْبر (33) والصُّبْحِ إِذا أسْفر (34) إِنّها لإِحْدى الْكُبرِ (35) نذِيرا لِلْبشرِ (36) لِمنْ شاء مِنْكُمْ أنْ يتقدّم أو يتأخّر (37)}.

.الإعراب:

{كلّا} حرف ردع وزجر، (الوأو) وأو القسم، والجار والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الوأو) عاطفة في الموضعين {الليل...الصبح} معطوفان على {القمر} مجروران {إذ} ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بفعل القسم المحذوف {إذا} ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل القسم المقدّر، والضمير اسم (إنّ) يعود على سقر (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم عوض من المزحلقة {إحدى} خبر إنّ مرفوع..
جملة: {أقسم بالقمر...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أدبر..}. في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أسفر..}. في محلّ جرّ بإضافة {إذا} إليها.
وجملة: {إنّها لإحدى..}. لا محلّ لها جواب القسم.
{نذيرا} حال منصوبة من إحدى والعامل فيها التوكيد، {للبشر} متعلّق بـ {نذيرا}، {لمن} بدل من البشر بإعادة الجارّ {منكم} متعلّق بحال من الضمير العائد {أن} حرف مصدريّ ونصب (أو) حرف عطف.
وجملة: {شاء..}. لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {يتقدّم..}. لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
والمصدر المؤوّل: {أن يتقدّم} في محلّ نصب مفعول به لفعل {شاء}.
وجملة: {يتأخّر..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {يتقدّم}.

.الصرف:

(35) {الكبر}: جمع كبري مؤنّث أكبر، وزنه فعل بضمّ ففتح.

.[المدثر: الآيات 38- 42]

{كُلُّ نفْسٍ بِما كسبتْ رهِينةٌ (38) إِلاّ أصْحاب الْيمِينِ (39) فِي جنّاتٍ يتساءلون (40) عنِ الْمُجْرِمِين (41) ما سلككُمْ فِي سقر (42)}.

.الإعراب:

{ما} حرف مصدريّ، {إلّا} للاستثناء {أصحاب} مستثنى بإلّا منصوب..
والمصدر المؤوّل: {ما كسبت} في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ {رهينة} بمعنى مرهونة.
{في جنّات} متعلّق بحال من فاعل {يتساءلون}، {عن المجرمين} متعلّق بـ {يتساءلون} بحذف مضاف أي عن حال {المجرمين} {ما} اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة {سلككم} {في سقر} متعلّق بـ {سلككم} أي أدخلكم.
جملة: {كلّ نفس.. رهينة} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كسبت..}. لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: {يتساءلون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ما سلككم..}. في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي:
يقولون بعد ذلك: ما سلككم.. وجملة القول المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: {سلككم..}. في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما).

.الصرف:

(38) {رهينة}: مؤنّث رهين- انظر الآية (21) من سورة الطور- صفة مشتقّة، ويحسن أن يبقى بغير تأويل لمعنى مفعول- فعيل بمعنى مفعول لا يؤنّث بالتاء بل يستوي فيه التذكير والتأنيث- وقد يكون مصدرا أطلق وأريد به المفعول كالشتيمة- على رأي الزمخشريّ- قال: لأن اللّه تعالى جعل تكليف عباده كالدين عليهم ونفوسهم مرهونة.

.[المدثر: الآيات 43- 47]

{قالوا لمْ نكُ مِن الْمُصلِّين (43) ولمْ نكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين (44) وكُنّا نخُوضُ مع الْخائِضِين (45) وكُنّا نُكذِّبُ بِيوْمِ الدِّينِ (46) حتّى أتانا الْيقِينُ (47)}.

.الإعراب:

{نك} مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهرة على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديمه نحن {من المصلّين} متعلّق بخبر نك (الوأو) عاطفة في المواضع الثلاثة {مع} ظرف منصوب متعلّق بـ {نخوض}.
جملة: {قالوا..}. لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لم نك..}. في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لم نك (الثانية)} في محلّ نصب معطوفة على جملة {لم نك} (الأولى).
وجملة: {نطعم..}. في محلّ نصب خبر {نك}.
وجملة: {كنّا نخوض..}. في محلّ نصب معطوفة على جملة {لم نك} (الأولى).
وجملة: {نخوض..}. في محلّ نصب خبر {كنّا}.
{بيوم} متعلّق بـ {نكذّب}، {حتّى} حرف غاية وجرّ..
والمصدر المؤوّل: {أن أتانا..}. في محلّ جرّ بـ (حتّى) متعلّق بالأعمال الأربعة: عدم الصلاة، عدم الإطعام، الخوض، التكذيب..
وجملة: {كنّا نكذّب..}. في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {نكذّب..}. في محلّ نصب خبر {كنّا} (الثاني).
وجملة: {أتانا اليقين} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

.الصرف:

{الخائضين}، جمع الخائض، اسم فاعل من الثلاثيّ خاض، وزنه فاعل، وفيه إبدال عينه المعتلة همزة على القياس، وأصله خأوض، جاءت الوأو بعد ألف فاعل الساكنة قلبت همزة..

.[المدثر: آية 48]

{فما تنْفعُهُمْ شفاعةُ الشّافِعِين (48)}.

.الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر {ما} نافية.
جملة: {ما تنفعهم شفاعة..}. لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان هذا أمرهم فما تنفعهم شفاعة..

.البلاغة:

فن نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى: {فما تنْفعُهُمْ شفاعةُ الشّافِعِين}.
وهذا الفن، هو أن يثبت المتكلم شيئا في ظاهر كلامه، بشرط أن يكون المثبت مستعارا، ثم ينفي ما هو من سببه مجازا، والمنفي حقيقة في باطن الكلام.
ففي هذه الآية الكريمة، ليس المعنى أنهم يشفع لهم فلا تنفعهم شفاعة من يشفع لهم، وإنما المعنى نفي الشفاعة، فانتفى النفع، أي لا شفاعة لهم فتنفعهم.

.[المدثر: الآيات 49- 51]

{فما لهُمْ عنِ التّذْكِرةِ مُعْرِضِين (49) كأنّهُمْ حُمُرٌ مُسْتنْفِرةٌ (50) فرّتْ مِنْ قسْورةٍ (51)}.

.الإعراب:

{ما} اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ {لهم} متعلّق بمحذوف خبر {عن التذكرة} متعلّق بـ {معرضين} وهو حال منصوبة من الضمير في {لهم}، {من قسورة} متعلّق بـ {فرّت}.
جملة: {ما لهم..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كأنّهم حمر..}. في محلّ نصب حال من الضمير في {معرضين} فهي حال متداخلة.
وجملة: {فرّت..}. في محلّ رفع نعت ثان لـ: {حمر}.

.الصرف:

(50) {مستنفرة}: مؤنّث مستنفر، اسم فاعل من السداسيّ استنفر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(51) {قسورة}: اسم جامد بمعنى الأسد، أو اسم جمع بمعنى الجماعة الرماة لا واحد له من لفظه.. وعند العرب كلّ ضخم شديد فهو قسورة، وزنه فعللة، بفتح فسكون.

.البلاغة:

التشبيه المرسل: في قوله تعالى: {كأنّهُمْ حُمُرٌ مُسْتنْفِرةٌ}.
شبههم في إعراضهم عن القرآن، واستماع الذكر والموعظة، بحمر فرّت من حظيرتها، مما أفزعها. وفي تشبيههم بالحمر: مذمة ظاهرة، وتهجين لحالهم بيّن، كما في قوله تعالى: {كمثلِ الْحِمارِ يحْمِلُ أسْفارا}، وشهادة عليهم بالبله وقلة العقل، ولا ترى مثل نفار حمير الوحش واطرادها في العدو إذا رابها رائب.

.[المدثر: الآيات 52- 53]

{بلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أنْ يُؤْتى صُحُفا مُنشّرة (52) كلاّ بلْ لا يخافُون الْآخِرة (53)}.

.الإعراب:

{بل} للإضراب الانتقاليّ {منهم} متعلّق بنعت لـ {كلّ امرئ} {أن} حرف مصدريّ ونصب، ونائب الفاعل ضمير مستتر.
جملة: {يريد كلّ امرئ..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يؤتى..}. لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
والمصدر المؤوّل: {أن يؤتى..}. في محلّ نصب مفعول به لفعل {يريد}.
{كلّا} حرف ردع وزجر {لا} نافية.
وجملة: {لا يخافون..}. لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{يؤتى}، فيه إعلال بالقلب، أصله يؤتي- بياء في آخره متحركة قبلها تاء مفتوحة- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
{منشّرة}، مؤنّث منشّر، اسم مفعول من الرباعيّ نشّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.

.[المدثر: الآيات 54- 56]

{كلاّ إِنّهُ تذْكِرةٌ (54) فمنْ شاء ذكرهُ (55) وما يذْكُرُون إِلاّ أنْ يشاء اللّهُ هو أهْلُ التّقْوى وأهْلُ الْمغْفِرةِ (56)}.

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة {من} اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ {أن} حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل: {أن يشاء اللّه} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بـ {يذكرون} أي إلّا بمشيئة اللّه.
جملة: {إنّه تذكرة..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من شاء..}. لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {شاء..}. في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {ذكره..}. لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {يذكرون..}. لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يشاء اللّه..}. لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {هو أهل..}. لا محلّ لها تعليليّة.